يستعد فريق ليفربول الإنجليزي لخوض مواجهة من العيار الثقيل أمام ريال مدريد الإسباني في إطار منافسات دوري أبطال أوروبا على ملعب أنفيلد. المباراة تحمل طابعًا خاصًا نتيجة عودة ترينت ألكسندر-أرنولد إلى معقل فريقه السابق، حيث تشير التقارير إلى أنه سيتواجد على مقاعد البدلاء لأول مرة منذ انتقاله للنادي الملكي.
المدافع الإنجليزي، الذي كان يعتبر أحد أبرز نجوم مدينة ليفربول وواحدًا من مشجعي النادي المخلصين منذ صغره، اتخذ قرارًا محوريًا بإنهاء مسيرته مع النادي بنهاية الموسم الماضي والانضمام لريال مدريد في صفقة أثارت الجدل. رحل اللاعب وهو في رصيده ثمانية ألقاب كبرى مع ليفربول، منها دوري أبطال أوروبا ولقبان في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، حصل ليفربول على 10 ملايين جنيه إسترليني فقط كقيمة الصفقة، التي عُجل إتمامها بسبب رغبة ريال مدريد في ضم اللاعب إلى تشكيلته المشاركة في كأس العالم للأندية بنسختها الموسعة.
ومنذ انتقاله، لم تكن رحلة ألكسندر-أرنولد مع ريال مدريد مملوءة باللحظات السعيدة. فقد عانى اللاعب، الذي يبلغ الآن من العمر 27 عامًا، من تراجع واضح في فرص مشاركته، حيث سجل حضوره في خمس مباريات فقط بسبب إصابة في أوتار الركبة غيبته لفترة طويلة. وتشير صحيفة ماركا الإسبانية إلى أن المدرب تشابي ألونسو اختار مواصلة الاعتماد على التشكيلة التي حققت الفوز بالكلاسيكو أمام برشلونة بنتيجة 2-1، مما يعني بقاء الظهير الإنجليزي على مقاعد البدلاء إلا إذا وقعت مستجدات في اللحظات الأخيرة.
تشكيلة ريال مدريد المقررة تشمل استمرار اللاعب الأوروجوياني فيديريكو فالفيردي في مركز الظهير الأيمن بديلاً عن المصاب داني كارفاخال، بينما يستعيد الفريق خدمات لاعب الوسط الفرنسي الشاب إدواردو كامافينجا، الذي قيل إنه كان قريبًا من الانتقال إلى ليفربول سابقًا. وعلى صعيد آخر، فإن النجم الإنجليزي جود بيلينجهام سيكون له دور أكثر تحررًا في خط الوسط، متقدّمًا لدعم الهجوم بجانب فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، الذين يقودان الخط الأمامي للفريق.
وفي حديثه خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة، أكد مدرب ريال مدريد تشابي ألونسو أن ألكسندر-أرنولد جاهز للمشاركة رغم ابتعاده عن المباريات مؤخرًا. وأضاف ألونسو أن اللاعب يتمتع بإمكانات عالية، وأن الفريق سيبذل كل ما في وسعه لمساعدته على التأقلم رياضيًا وشخصيًا مع المرحلة الجديدة من مسيرته. وأشار بأن هذه المواجهة تمثّل فرصة مميزة للاعب الإنجليزي ليعيد اكتشاف ذاته، مؤكدًا أن أجواء ملعب أنفيلد قد تضيف بعدًا إضافيًا لهذه التجربة بالنسبة له.
أما عن مشاعر المدرب تشابي ألونسو عند العودة إلى الملعب الذي شهد أبرز لحظات مسيرته كلاعب مع ليفربول بين عامي 2004 و2009، فقد أوضح بأنه يسعى للابتعاد عن العواطف والتركيز على إدارة المباراة بطريقة احترافية. وأشار إلى أن مثل هذه اللحظات تمثل تحديًا شخصيًا كبيرًا بالنسبة له، إلا أنه يحاول تقليل تأثيرها على خططه وتواصله مع لاعبي الفريق.
المباراة تبقى محط أنظار عشاق كرة القدم، ليس فقط بسبب قيمتها الرياضية العالية وإنما أيضًا لما تحمله من قصص درامية تعكس التنقلات والمفارقات التي يعيشها اللاعبون والمدربون عبر مسيراتهم الكروية.