شهدت استعدادات فريق برشلونة لخوض مباراته المرتقبة في دوري أبطال أوروبا أمام كلوب بروج تحولًا مثيرًا وغير متوقع على صعيد الإجراءات التكتيكية والتحضيرية. المدير الفني للفريق، هانسي فليك، قام بإجراء تعديل استراتيجي ملحوظ على جدول التدريبات بهدف تعزيز التركيز والاحتفاظ بسيطرة أكبر على أجواء الفريق خلال مرحلة حساسة كهذه.
وفي خطوة لافتة، قرر المدير الفني الألماني إقامة الحصة التدريبية النهائية على أرض منشآت برشلونة بدلاً من إجرائها في بلجيكا كما جرت العادة. جاء هذا القرار كجزء من رؤيته لضمان توفير بيئة مريحة ومستقرة للاعبين قبل اللقاء المصيري، وهو ما يعكس توجهاً مدروساً نحو تحقيق الحد الأقصى من الثبات الذهني والبدني لدى الفريق.
وفقًا لما أوردته صحيفة “سبورت”، كان هانسي فليك خلال الحصة التدريبية نشطًا بشكل لافت، حيث أظهر حيوية واضحة في أسلوبه وتعامله مع اللاعبين. تميزت الجلسة بمحطات تفاعلية متعددة، حيث انخرط المدرب بتواصل مكثف مع أفراد الفريق الأول، ما كشف عن شخصيته الأكثر مرونة وانفتاحًا في مثل هذه المواقف المهمة.
قبل بدء التدريبات الميدانية، قدم فليك إحاطة تفصيلية استمرت نحو 20 دقيقة في منطقة مقاعد البدلاء. هذه الجلسة التكتيكية كانت مصممة بعناية للتركيز على نقاط محورية مثل تنظيم خطوط الضغط الدفاعي وتحسين أنماط الانتقال السريع للهجوم، ما يبرز أهمية التفاصيل الدقيقة والاستعدادات المثلى في مواجهة ذات طابع عالي المخاطر.
مع انتقال التدريبات إلى الملعب، أظهر فليك اهتمامًا خاصًا بالتواصل المباشر مع اللاعبين، حيث تم رصد محادثات فردية جمعته ببعض العناصر المهمة في التشكيلة. أولى اهتمامًا واضحًا بنجمي الفريق روبرت ليفاندوفسكي وفويتشيك تشيزني، حيث بدا حريصًا على الاطمئنان إلى حالتهما الذهنية ومستوى جاهزيتهما البدنية والمهارية للمباراة التي تحمل أهمية كبيرة.
بدا واضحًا أن فليك يسعى لقياس مدى ثقة لاعبيه واستقرارهم العاطفي قبيل المواجهة الكبرى، مستوعبًا أهمية القيادة والحفاظ على الهدوء تحت ضغط الظروف القاسية التي قد تواجههم خلال اللقاء. علاوة على ذلك، شهدت التدريبات أيضًا تفاعلاً إيجابيًا بين المدرب والمهاجم الإنجليزي ماركوس راشفورد، إذ حرص فليك على معرفة شعور اللاعب وتقييم حالته النفسية قبل المباراة.
أما اللافت للنظر، كان الحضور المميز للشاب الواعد لامين يامال، الذي برز مرة أخرى كأحد العناصر اللافتة في التدريبات. شوهد فليك وهو يتعامل مع اللاعب البالغ من العمر 18 عامًا بروح مرحة وكلمات مشجعة تعكس الثقة الكبيرة في قدراته. ظهر يامال في حالة معنوية جيدة ومسترخية، مما يشير إلى احتمالية تعافيه تمامًا من الإصابات التي عانى منها مؤخرًا. هذه الإشارات الإيجابية تعزز الآمال بقدرته على تقديم أداء متميز في المباراة المقبلة.
بالنظر إلى النهج الذي يتبعه فليك ورؤيته الدقيقة لأدق التفاصيل، تتضح مدى أهمية المباراة بالنسبة له ولفريقه، حيث يتطلع لدخول المواجهة بروح قتالية وعقلية مركزة لتحقيق الفوز وحصد النقاط الثمينة التي يحتاجها الفريق في مشواره الأوروبي.