زين الدين زيدان.. الخيار الأنسب لتدريب فريق ليفربول

زين الدين زيدان.. الخيار الأنسب لتدريب فريق ليفربول

بينما يواجه نادي ليفربول مرحلة من التخبط والأداء المتدهور في بداية فترة تدريب كان يُؤمّل منها الانتقال بشكل سلس تحت قيادة آرنه سلوت، يبرز التساؤل حول من يمكنه قيادة التغيير وإعادة النظام إلى هذا الفريق العريق. سلسلة من الهزائم المتواصلة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وصلت إلى أربع مباريات متتالية، كشفت عن حالة من عدم التناغم داخل الفريق، وسط غياب واضح لأي بوادر إيجابية تُعطي الأمل بالتحسن. وكما هو الحال في مثل هذه الأوقات الصعبة، تبدأ النقاشات حول الشخص الذي يمكنه تصحيح المسار، وبين أسماء عديدة مطروحة مثل سيموني إنزاغي وأوليفر جلاسنر، يظهر اسم زين الدين زيدان كاختيار يبدو جذابًا بقدر ما هو ملهم.

هناك من قد يرى أن فكرة قيادة زيدان لليفربول تتسم بالرومانسية أو ربما بالخيال، لكن منطق الاحتمالات يدعم هذا التوجه بشكل مثير للاهتمام. زيدان ليس مجرد لاعب كرة قدم أسطوري حقق نجاحات كبرى كلاعب، بل هو مدرب يُعرف بقدرته الفريدة على إدارة الفرق التي تزخر بنجوم عالميين بمزيج من الحكمة والهدوء. إن وجوده وحده كفيل بأن يُعيد مستوى العزيمة والاحترام للريدز، مع احتمال حقيقي بأن يُعيد الفريق إلى موقعه كأيقونة كروية عالمية.

يعتمد زيدان في فلسفته التدريبية على منهج بسيط وفعال، والذي تجلى بوضوح خلال فترته الذهبية مع ريال مدريد. باستخدام خطة 4-3-3، استطاع تحقيق التوازن بين التألق الفردي لأبرز نجوم الفريق مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيمة، لوكا مودريتش، وتوني كروس، وبين إجمالي الأداء الجماعي الذي بدا سلسًا ولا يُقاوم. كانت حصيلة هذه الفلسفة ثلاثية أوروبية تاريخية متتالية في دوري الأبطال ولقبًا مستحقًا في الدوري الإسباني. لقد تميز زيدان بقدرته على الجمع بين العبقرية التكتيكية والحكمة في التعامل مع ديناميكيات اللاعبين بأسلوب يمنح الثقة والوضوح.

السر وراء عبقرية زيدان لا يكمن في المبالغة بالتوجيه التكتيكي، بل في القدرة على وضع هيكل واضح يسمح للاعبين بالتحرر والتعبير عن أنفسهم داخل الملعب بحريّة مدروسة. مثلما فعل كارلو أنشيلوتي قبله، يُفضّل زيدان البناء على أساس موثوق بدلاً من البحث عن ثورة تكتيكية معقدة؛ وهو النهج الذي قد يكون بالضبط ما يحتاجه ليفربول الآن لإعادة ترتيب أولوياته واستعادة هويته.

في المقابل، يظهر نهج آرنه سلوت كفكرة تستحق الإشادة في مساعيها لتعزيز الاستحواذ وضبط إيقاع المباراة بما يتوافق مع اتجاهات كرة القدم الحديثة. ومع ذلك، يجد لاعبو الفريق صعوبة واضحة في التكيف مع هذه الفلسفة، ما يجعل الأداء يبدو مُصطنعًا ويفتقد للحيوية التي ميزت ليفربول خلال عهد يورغن كلوب. هنا يتضح الفرق؛ فزيدان يعيد بناء الفريق وسط الفوضى ويزرع الهدوء الذي يسمح للاعبين بالتميز والإبداع.

أمام ليفربول تحديات تتجاوز الفنيات ومشكلات التدريب فقط. فعلى الرغم من استثمار تجاوز 450 مليون جنيه إسترليني تحت إدارة إدواردز-هيوز، لا تزال هناك فجوة واضحة في التوازن داخل الفريق وغياب العناصر الأساسية المطلوبة للتكامل. افتقار النادي للاعب وسط دفاعي قوي وغياب الترابط المطلوب بين الخطوط داخل الملعب يتركون ثغرات ملحوظة، خاصة بعد رحيل فابينيو الذي ترك فراغًا لم يتم ملؤه بشكل مناسب.

وسط كل هذه الفوضى الفنية والتكتيكية، يظهر خط الوسط بتنوعه المهاري لكنه يعاني من هشاشة على مستوى الهيكل العام. هنا تأتي خبرة زيدان العملية لتُظهر مدى قدرته على معالجة مثل هذه التحديات. ففرق ريال مدريد التي درّبها لم تعتمد بصرامة على السيطرة على الكرة، لكنها نجحت في السيطرة على اللحظات الحاسمة داخل المباريات؛ وهو الجانب الذي بات مفقودًا لدى ليفربول حاليًا.

في غرفة ملابس تمتلئ بأسماء ثقيلة الوزن مثل محمد صلاح، دومينيك زوبوسزلاي، فلوريان فيرتز، وفيرجيل فان دايك، ستكون الجاذبية الهادئة ل

مقالات ذات صلة