تتجه أنظار جماهير كرة القدم الإنجليزية حول العالم إلى ملعب ستامفورد بريدج مساء السبت الرابع من أكتوبر 2025، حيث يستضيف تشيلسي غريمه التقليدي ليفربول في قمة الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز. المباراة تحمل طابعاً حاسماً مبكراً في سباق الصدارة، فالنادي الأزرق يسعى للعودة إلى طريق الانتصارات واستعادة بريقه، بينما يدخل الريدز اللقاء متربعين على القمة برصيد 15 نقطة من 6 مباريات، في حين يحتل تشيلسي المركز الثامن برصيد 8 نقاط تحت قيادة مدربه الجديد الإيطالي إنزو ماريسكا.
ليفربول… ثبات في الصدارة رغم العثرات
يواصل ليفربول تصدره للدوري بعد سلسلة من العروض القوية تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلوت، الذي نجح في تحقيق 5 انتصارات مقابل خسارة واحدة، مسجلاً 12 هدفاً ومستقبلاً 7، بفارق أهداف (+5). ورغم الأداء الجيد، فقد عانى الفريق من كبوتين متتاليتين بالخسارة أمام كريستال بالاس 2-1 محلياً وغلطة سراي 1-0 أوروبياً، ما أثار التساؤلات حول قدرة سلوت على التعامل مع الضغوط والغيابات في صفوف فريقه.
شهدت آخر خمس مباريات للفريق تسجيل 8 أهداف دون أن يحافظ على نظافة شباكه، بينما يواصل النجم المصري محمد صلاح قيادة خط الهجوم بهدفين وتمريرتين حاسمتين. كما يبرز كودي جاكبو بصناعة هدفين، ويحتل الفريق المركز الثالث في نتائج اللعب خارج الديار، ما يمنحه دفعة معنوية قبل مواجهة تشيلسي في لندن.
تشيلسي وبداية مرحلة جديدة مع ماريسكا
يعيش تشيلسي مرحلة إعادة بناء تحت إشراف إنزو ماريسكا، الذي يعمل على ترسيخ هوية فنية جديدة قائمة على الانضباط التكتيكي وتعدد الخيارات الهجومية. يحتل الفريق المركز الثامن بـ8 نقاط بعد انتصارين وتعادلين وخسارتين، وسجل 11 هدفاً مقابل 8 أهداف مستقبلة. آخر نتائجه حملت مزيجاً من التفاؤل والقلق، بين فوز على بنفيكا وهزيمة ثقيلة من برايتون.
على الصعيد الفردي، يتصدر إنزو فرنانديز وهوجو إكيتيكي قائمة هدافي الفريق بثلاثة أهداف لكل منهما، فيما يقدم جواو بيدرو أداءً مميزاً بهدفيه وثلاث تمريرات حاسمة. وواصل تشيلسي نهجه الإنفاقي المعتاد في سوق الانتقالات، حيث تجاوزت قيمة صفقاته 304 ملايين جنيه إسترليني لجلب أسماء شابة وواعدة مثل ليام ديلاب وجيمي جيتنز.
لمحة تكتيكية: سلوت ومرونة ماريسكا
يعتمد آرني سلوت على نظام 4-2-3-1 المرن، الذي يتحول هجومياً إلى 4-2-4، مركزاً على الضغط الجماعي المنظم وتأمين المساحات أثناء التحولات الدفاعية. التكتيك الهولندي يقوم على الانتقال العمودي السريع واستغلال مهارات الجناحين محمد صلاح ولويس دياز، مع تحكم كبير من ريان غرافينبيرخ في وسط الملعب.
في المقابل، يتبع ماريسكا فلسفة اللعب الموضعي المستلهمة من مدرسة بيب غوارديولا، بتشكيل متغير بين 4-2-3-1 و3-2-4-1، مع مشاركة كبيرة من الظهيرين في بناء الهجمات. كما طبق المدرب في المباريات الأخيرة نظاماً متقدماً 3-1-6 يتيح سيطرة هجومية ضخمة دون الإخلال بالاتزان الدفاعي، بهدف كسر التكتلات الدفاعية المنافسة.
السجل التاريخي بين تشيلسي وليفربول
تاريخ المواجهات بين الفريقين يمتد لقرن من الزمن، بإجمالي 187 مباراة رسمية، يتفوق فيها ليفربول بـ87 انتصاراً مقابل 66 لتشيلسي و46 تعادلاً. شهدت السنوات الأخيرة تقارباً في النتائج، حيث فاز ليفربول في 14 مباراة من آخر 41 مواجهة مقابل 11 فوزاً لتشيلسي. آخر لقاء جمع الفريقين في مايو 2025 انتهى بانتصار البلوز 3-1 على أرضهم، مما جعل المواجهة الحالية ذات بعد نفسي خاص للطرفين.
الغيابات والإصابات المؤثرة
يعاني تشيلسي من أزمة إصابات حادة بغياب 8 لاعبين، أبرزهم كول بالمر وليام ديلاب وليفاي كولويل وفوفانا، إلى جانب إيقاف تشالوبا. هذا الوضع يجبر ماريسكا على إشراك وجوه شابة لتعويض النقص.
أما ليفربول، فيفتقد لخدمات الحارس أليسون بيكر، ما يعني الاعتماد على مامارداشفيلي لحماية العرين، إضافة إلى غياب فيديريكو كييزا وباجسيتيتش وليوني بسبب الإصابات.
الأداء الفردي والنجوم البارزون
يبقى محمد صلاح الورقة الرابحة الأهم في صفوف ليفربول بفضل خبرته وقدرته على الحسم، رغم الجدل حول جلوسه احتياطياً مؤخراً. في الوسط يتألق رافينبيرخ بدوره المحوري، بينما يواصل جاكبو تقديم الإضافة على الأطراف.
أما لدى تشيلسي، فيقود إنزو فرنانديز الخط الهجومي بفعالية متزايدة، إلى جانب تألق جواو بيدرو ومساهمة كايسيدو بهدفين من العمق، ما يعكس تنوع الحلول الهجومية لدى البلوز.
الضغوط النفسية وتحديات المرحلة
ليفربول يدخل المباراة وهو في حاجة ماسة لاستعادة توازنه بعد هزيمتين متتاليتين، وسط انتقادات لنهج سلوت وبعض قراراته كإبقاء صلاح على الدكة أمام غلطة سراي. أما تشيلسي، فيسعى لاستثمار عاملي الأرض والجمهور لتأكيد تطوره وتحقيق انتصار يعيد الثقة بمشروع ماريسكا الجديد.
التوقعات والسيناريوهات المحتملة
ينتظر الجمهور مواجهة هجومية مفتوحة بين أسلوب ماريسكا المعتمد على التمريرات القصيرة والاستحواذ، ونهج سلوت القائم على السرعة والضغط المرتد. سيكون الصراع في وسط الميدان بين غرافينبيرخ وفرنانديز مفتاح السيطرة. الكرات الثابتة قد تحسم النتيجة، كما أن غياب أليسون قد يلعب دوراً مؤثراً في استقرار دفاع ليفربول.
ختاماً، تُعد مواجهة تشيلسي ضد ليفربول واحدة من قمم الجولة السابعة في البريميرليغ، حيث يجتمع التاريخ العريق بالطموحات الحديثة، وسط ترقب كبير لمعرفة من سيخرج منتصراً من معركة ستامفورد بريدج التي قد تُعيد رسم ملامح المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 2025-2026.